«أنا أحب النبي».. نموذج مدرسي للنصرة
تألم المسلمون لحادث الرسوم المسيئة، ومضى كل منا يسأل نفسه: هل وفينا حق رسول الله ؟ هل نعرف رسول الله حقا حتى نلوم على الآخرين الجهل به؟ من هنا جاءت الدعوات لنصرة النبي من خلال التعريف به للغرب والمسلمين أنفسهم، والاهتمام بتنشئة الجيل الجديد على القرآن والسنة.
وفى هذا الإطار قدمت إحدى المدارس بجمهورية مصر العربية تجربة عملية رائدة للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته بطريقة عملية، فأقامت مشروعا أطلقت عليه اسم «أنا أحب النبي»؛ لتعليم تلاميذ المدرسة بعض الأحاديث المختارة، وتحفيظهم إياها، ووضع برنامج عملي لتطبيقها في حياتهم.
أهداف المشروع
ومن داخل مدرسة الفتح الخاصة بمحافظة القليوبية، حاولنا التعرف على ماهية المشروع وكيفية سيره، فيقول عبد الفتاح لاشين، وكيل النشاط بالمدرسة: "نهدف من خلال هذا المشروع تعريف الطلاب بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ووصلهم بالقرآن والحديث، كما نحاول الوصول إلى البيوت كوسيلة لنشر السنة النبوية المشرفة، وقد اخترنا في البداية أحاديث تحمل اهتمامات المرحلة السنية، حيث يتم التركيز فيها على القيم والأخلاق، مثل: الصدق- الأمانة- العلاقة بالجار- احترام الكبير- العطف على الصغير".
ويضيف لاشين: "ثم نقوم بكتابة هذه الأحاديث على لوحات ورقية بخط واضح وجميل، ونثبّت هذه اللوحات فوق السبورة لمدة أسبوع، ويقوم الطلاب بترديد تلك الأحاديث وراء المدرسين ويحفظونها، ويقوم المدرسون بشرحها، كما أن وجود الحديث أمام أعين التلاميذ طوال أيام الأسبوع يؤكد الحفظ ويسهله عليهم".
ويقول عبد القادر أحمد عبد القادر، أحد مؤسسي المشروع: إن "هذا المشروع مكمل للقرآن في المدرسة، ومعين للطالب المسلم على تفهم فكرة الاستقاء من المصدرين، وليس من المصدر الواحد..."
ويضيف عبد القادر: "يطلب كل مدرس من بعض التلاميذ ترديد الحديث أو تسميعه. ونسعى إلى تطبيق مفهوم الحديث عمليا في حياة الطلاب حتى تعيش السنة النبوية في وجدانهم حفظًا وفهمًا وسلوكًا. ولا نكتفي بمتن الحديث، وإنما نقوم بالتعريف بالصحابي راوي الحديث، والراوي صاحب كتاب السنة كالبخاري ومسلم وغيرهما، كما تقوم المدرسة كل شهر بعمل مسابقة لتكريم أفضل الحافظين والفاهمين لمعاني الأحاديث".
ويختتم بقوله: "أداء المدرسين ممتاز، والطلاب مقبلون على المشروع، فقد حفظوا الأحاديث، كما حفظها المعلمون أيضًا، وسُرَّ أولياء الأمور بالتجربة، وأكثرهم حَفِظَ مع أولادهم، وخاصة الأحاديث التي تحث على السلوكيات الإسلامية والقيم الإيجابية، وكل هذا يبشر ويدل على نجاح المشروع".
وتحدثنا هناء عبد العزيز، مشرفة بالمدرسة، عن أهمية التجربة فتقول: "رغم بساطته، فالمشروع جيد وطيب الأثر؛ لأنه يربط الأولاد بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويعرفهم بها، ويجعلهم يتعلمون الأحاديث الصحيحة، ويزيد إقبالهم على تعلم السنة".
المشروع باللغة الإنجليزية
ويبين إسلام عبد الله، مدرس اللغة الإنجليزية بالمدرسة، أهمية المشروع في حياة الطلاب فيقول: "المشروع قوي ومؤثر، وينعكس على سلوك الطلاب، ويتم تفعيله بجدية، ووجود الحديث أمام الطلاب يساعدهم على حفظه، كما يتم تفعيل الحديث في الحصص الاحتياطي، وتتم المناقشة حوله من جانب المدرس بمشاركة التلاميذ، وفى كل الحصص يتم ترديد الحديث في الفصل في بداية كل حصة، وخلال الأسبوع يتم تناول جوانب الحديث".
ويضيف عبد الله: "كما أن المشروع ينمي اللغة الإنجليزية لدى الطلاب؛ حيث نقوم بترجمة الحديث إلى اللغة الإنجليزية، ويتم ترديده في حصص اللغة الإنجليزية، فيكتسب الطلاب مفردات جديدة في اللغة غير مرتبطة بالمنهج الدراسي"، متمنيا أن "ينال المشروع اهتمامًا أكبر، وأن يكون البيت مشاركًا للمدرسة في تفعيله".
وتتحدث منى كامل، مدرسة التربية الإسلامية بالمدرسة، عن استغلال أوقات الفراغ في حفظ الأحاديث داخل المدرسة فتقول: "أقوم باسترجاع الأحاديث التي تم تناولها مع الطلاب أثناء فسحة الصلاة، فيسمعها الأولاد معًا بصوت واحد مرتفع، ونقوم بتكريم رمزي للمتميزين في حفظ الأحاديث على مستوى الفصل، بالإضافة إلى التكريم الذي يتم على مستوى المدرسة، وأثناء حصة التربية الإسلامية".
وحول مدى استفادة الطلاب من المشروع، تقول فاطمة محمود، طالبة بالمدرسة: "هذا المشروع ممتاز ومهم، وقد تعلمت منه كثيرًا، وتأثرت به في سلوكي، فمثلاً: لم أكن أهتم بجاراتي، وعندما سمعت حديث وصية جبريل عليه السلام بالجار، وفهمت معناه عملت على تطبيقه، وأصبحت أتصل بجاراتي، وتعرفت عليهن، وصارت بيننا صداقات وزيارات".
ويقول ياسر، طالب بالمدرسة: "المشروع جميل ورائع؛ لأنني أحفظ فيه مجموعة أحاديث مرتبطة بحياتي، ونحاول أن نستفيد مما نتعلمه بتطبيقه قدر المستطاع، كما أن الأحاديث سهلة الحفظ".
وفي الختام يطالب عبد القادر بتعميم المشروع على جميع المدارس الإسلامية، ويتمنى أن تتبناه وزارات التربية والتعليم في مصر والعالم العربي؛ بل والعالم الإسلامي كله، كأقل واجب لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، في حملة الإساءة التي تعرض لها من الدانمارك.
[list][*]